هبطت على سطح كوكب المريخ مركبة تحمل مسبارا، وذلك في نهاية رحلة من اكثر الرحلات الفضائية جرأة، ففي حوالي الساعة الخامسة و25 دقيقة من صباح الاثنين بتوقيت غرينتش، نجحت وكالة الطيران والفضاء الامريكية ناسا بانزال مركبة يبلغ وزنها طنا واحدا على سطح الكوكب الاحمر لاستكشاف ما اذا كان هذا الكوكب قد استضاف الحياة في زمن ما.
وبدأ المسبار حال هبوطه ببث الصور لسطح المريخ.
وقال الن تشين، نائب قائد فريق الهبوط، عند رؤيته أولى الصور التي بثها المسبار "هذا امر مذهل، لا استطيع تصديق ما ارى".
ويزخر المسبار الذي يطلق عليه اسم (كيوريوسيتي روفر) اي مسبار الفضول، بالمعدات العلمية بما فيها جهاز لاشعة الليزر بامكانه تهشيم الصخور للتعرف على مكوناتها.
وقطعت كيوريوسيتي في رحلتها مسافة 570 مليون كيلومتر.
ويصف المهندسون المشرفون على الرحلة مسار المسبار بأنه كان مثاليا بحيث لم يضطروا الى استغلال الفرصتين اللتين توفرتا لتصحيحه
وهبط المسبار على سطح المريخ (في اخدود يسمى فوهة غيل Gale Crater) وارسل اشارة التقطت على الارض بعد سبع دقائق.
وكانت عملية انزال المسبار على المريخ تعتبر تحديا كبيرا لناسا، حيث ان ثلثي الرحلات التي ارسلت في الماضي الى هذا الكوكب قد باءت بالفشل، واحترقت المركبات التي تحمل المسبار لدى محاولتها اختراق جو المريخ.
ولكن ناسا كانت واثقة من ان الخطة التي ابتكرها مهندسوها ستنجح هذه المرة في ايصال المسبار الى سطح المريخ بسلام.
واشتملت الخطة على استخدام سلسلة من المناورات التلقائية تقوم بابطاء سرعة المسبار من 20 الف كيلومتر في الساعة عند احتكاكه الاول بجو المريخ الى اقل من متر واحد في الثانية لحظة ارتطامه بالسطح.
كما تضمنت المرحلة النهائية من الخطة قيام المركبة الام بانزال المسبار الى سطح المريخ باستخدام اسلاك من النايلون.
وبينما اثارت الطبيعة المعقدة لهذه العملية شكوك الكثيرين، يقول رئيس فريق انزال المسبار آدم ستيلزنر إنها (اي العملية) تستند على كم كبير من العقلية الهندسية الرشيدة.
واضاف ستيلزنر "لقد تمتعت في الليلة الماضية بنوم لم اتمتع بمثله منذ سنوات، وذلك لأننا اتممنا عملنا بنجاح."
وقامت ناسا بمراقبة عملية الهبوط من مركز الدفع النفاث بباسادينا بولاية كاليفورنيا.