قالت وكالة الفضائية الأمريكية ناسا إن المركبة الآلية الضخمة التي من المقرر إرسالها إلى كوكب المريخ تبدو في حالة ممتازة استعدادا للهبوط يوم الاثنين السادس من أغسطس/آب على سطح الكوكب.
وانطلقت مركبة الفضاء التي تعرف باسم "كوريوسيتي" من الأرض في شهر نوفمبر / تشرين الثاني العام الماضي وتقترب الآن من نهاية رحلتها التي تستغرق 570 مليون كيلو متر في الفضاء.
وللوصول إلى المنطقة المحددة لها عند أسفل فوهة بركان عميق، يتوجب على المركبة أن تدخل الغلاف الجوي للمريخ عند نقطة دقيقة جدا في الفضاء.
وقال المهندسون بوكالة ناسا الفضائية يوم الخميس إنهم يتابعون الأمر بمنتهى الدقة.
وتشير آخر التحليلات إلى أن المركبة ستكون على بعد كيلو متر واحد قبل الذهاب مباشرة إلى النقطة المحددة.
وقال دوغ ماكوستيون المسؤول عن برنامج المريخ بوكالة ناسا "نحن على وشك إنزال مركبة صغيرة مدمجة على السطح ومعها الكثير من المعدات والأجهزة، وهذا إنجاز مدهش سيحدث، إنها تجربة مثيرة وجريئة، إنها أيضا تجربة رائعة".
ويعد المكوك "كوريوسيتي" والمعروف باسم مختبر علوم المريخ هو أكبر المركبات لتي توجهت إلى المريخ وأكثرها تعقيدا.
وسوف تدرس هذه المركبة الفضائية الآلية الصخور داخل حفرة تسمى غيل على الكوكب الأحمر، وهي واحدة من أعمق الحفر على سطح المريخ، وذلك بحثا عن أي علامات للحياة ربما كانت قبل ذلك على سطح هذا الكوكب.
ومن المقرر أن تهبط الرحلة التي تكلفت نحو 2.5 مليار دولار في تمام الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش، وذلك يوم الاثنين السادس من أغسطس/آب.
وسيكون الهبوط آليا بالكامل، وسيقوم المهندسون بمختبر جيه بي إل بباسادونيا في كاليفورنيا بمتابعة عملية الهبوط.
والمسافة الشاسعة بين المريخ والأرض تعني أن هناك فرقا زمنيا يبلغ 13 دقيقة في الاتصالات، مما يجعل التدخل المباشر في وقت الهبوط الحقيقي أمرا مستحيلا.
وقد وضع فريق الرحلة نظاما يعمل بالطاقة الصاروخية لإنزال المركبة الفضائي الآلية إلى السطح من خلال رافعة مظلية، نظرا للوزن الثقيل لها والذي يبلغ نحو طن.
ويتابع الفريق بشكل دقيق أيضا الطقس على أرض المريخ وأية ظروف جوية قد تتدخل عند عملية الهبوط.
ويعادل الطقس الآن على المريخ طقس أغسطس/ آب في الوقت الراهن، وهذا يعني أن حفرة غيل في موقعها الحالي داخل نصف الكرة الجنوبي تخرج من فصل الشتاء وتتجه نحو الربيع.
وهذا هو الوقت من العام الذي يمكن للرياح فيه أن تثير سحبا ضخمة من الغبار، وقد تم رصد عاصفة قوية هذا الأسبوع تبعد نحو ألف كيلو متر من موقع الهبوط.
لكن ناسا تتوقع أن تتبدد هذه العاصفة قبل وقت طويل من يوم الهبوط.
وسوف ترسل أول صور باللون الأبيض والأسود لسطح المريخ إلى الأرض في الساعات الأولى بعد الهبوط، ولكن يبدو أن فريق المتابعة لا ينوي التسرع في البدء بالاستكشاف.
ويقول بييت ثيسينغر مدير هذا مشروع الفضائي: "الخطاب الذي وجهته إلى فريق العمل هو أننا سيكون لدينا أصل من الأصول التي لا تقدر بثمن قمنا بوضعه على سطح كوكب آخر، وسيبقى هناك لفترة طويلة إذا تمكنا من إدراته بشكل سليم، وبالتالي سنكون حذرين جدا في كل ما نقوم به".