صورة من الارشيف
ذكر فلكيون إسبان من أن كويكباً يصل قطره إلى 50 متراً سيكون أقرب إلى الأرض من أي جسم فضائي آخر خلال العام المقبل. وتقول مجلة "ساينس ديلي" الأميركية، في تقرير حديث لها، إن فلكيين في المرصد الفضائي "لاساغرا" في جنوب إسبانيا بالقرب من غرناطة، تمكنوا من رصد الكويكب وأطلقوا عليه اسم "2012 دي إيه 14".
وتشير التوقعات الحالية إلى أنه سوف يفصله عن الأرض 24 ألف كيلومتر، الأمر الذي جعل العلماء يكثفون جهودهم حالياً لمراقبته وتوخي الحذر من التبعات التي تترتب على اقترابه من كوكبنا.
وأشارت المجلة إلى أن الحجم الضئيل للكويكب ومداره يعنيان أنه لم يتسن رصده إلا عندما أصبح على مسافة قريبة من الأرض، قدرت بنحو سبعة أضعاف المسافة بين الأرض و القمر. يقول ديتليتف كوشني، المسؤول عن رصد الأجسام القريبة من الأرض بمركز التوعية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية: "تعد هذه المسافة آمنة، لكنه لا يزال قريباً بشكل كافٍ لكي يكون مرئياً باستخدام أجهزة الرصد العادية".
وكان فريق الفلكيين الإسبان قد استخدم عدة تلسكوبات مؤتمتة لإجراء عملية المسح للسماء، حيث جاء استكشاف الكويكب مصادفة بعد ما قرروا استكشاف مناطق من السماء لا ترى فيها كويكبات في العادة.
ويضيف جايم: "من خلال إجراء حسابات أولية، تبين أن الكويكب 2012 إيه دي14 له مدار مشابه لمدار الأرض حيث يستكمل مداره في مدة تصل إلى 366.24 يوماً، بزيادة يوم واحد فقط عن السنة الأرضية. ويقفز داخل مسار الأرض و خارجه مرتين كل عام".
وتقول "ساينس ديلي"، في تقريرها، إنه في الوقت الذي تم استبعاد أي تأثير من اقتراب الكويكب من مدار الأرض، فإن الفلكيين سوف يستفيدون من هذه الفرصة في إجراء المزيد من الدراسات و تقدير آثار جاذبية الأرض و القمر على الكويكب. يقول ديتليف: "سوف نحرص أيضاً على متابعة تأثير مدار الكويكب بعد اقترابه المقبل حتى يتسنى احتساب أي خطر مستقبلي".
ويحمل اكتشاف الكويكب 2012 دي إيه14 أهمية خاصة بالنسبة للوكالة، لأنه مماثل في طبيعته لما يقدر بنحو نصف مليون من الأجسام الفضائية القريبة من الأرض والتي لم يتم اكتشافها بعد التي يصل قطرها إلى 30 متراً. ويقول ديتليف: "إننا نعمل على تطوير نظام للتلسكوبات البصرية الآلية التي يمكن أن تكشف عن الكويكبات المماثلة لهذا الكويكب، وذلك بهدف رصدها على مسافة ثلاثة أسابيع على الأقل قبل اقترابها من الأرض". وفي سبيل تحقيق ذلك، يقوم المتخصصون من وكالة الفضاء الأوروبية بدعم من الصناعة الأوروبية بالتخطيط لإنشاء شبكة من التلسكوبات التي يصل قدرها إلى متر واحد بمجال مشترك للرؤية الكبيرة بما يكفي لتصوير السماء كاملة في ليلة واحدة.