[/center]
اقترح باحثون جامعيون مؤخراً تفسيراً لظاهرة الفرق في حساب عدد النجوم بين الفلكيين، ليضعوا بذلك حداً لسنوات طويلة من التضارب في الأرقام بشأن العدد الحقيقي للنجوم.
في المجموعات المحلية للمجرات قرابة المائة مليار نجمة وبحسب حسابات الفلكيين فإن عددها أكثر بكثير من هذا الرقم، ويعود هذا التفاوت العددي إلى عدة أسباب حددتها دراسة أجراها باحثون في جامعة بون الألمانية وسانت اندروز الاسكتلندية وينتظر أن تنشر في الطبعة المقبلة للمجلة العلمية «مونثلي نوتايسز» التي تصدرها الجمعية الملكية البريطانية لعلم الفلك.
تولد النجوم باستمرار في الكون، ويقول العلماء إن عشرة منها على الأقل تولد كل عام، وقد سمح معدل ولادة النجوم في الماضي بحساب كثافتها في الكون، لكن المشكل يكمن في أن هذه النتائج لا تتوافق إطلاقاً مع نتائج الملاحظات الحقيقية.
ويقول الدكتور جان بفلام التانبورغ المختص في علم الفلك بمعهد علم الفلك في جامعة بون ان عدد النجوم في الكون أكبر بكثير مما نراه حقيقة.
قل لي أين هي النجوم؟
يحاول العلماء منذ سنوات البحث عن تفسير معقول لهذا الفرق في الحساب، ويبدو ان التعاون بين الدكتور كارستن فايدنر من جامعة سانت اندروز الاسكتلندية والدكتور بفلام ألتنبورغ والبروفيسور بافيل كروبا المختص في علم الفلك قد اثمر نتائج مشجعة بعد ان وجد الثلاثة اجابة وافية لهذا اللغز، وهي ان العلماء بالغوا لحد الآن في تقدير نسبة الولادات، لكن هذه الاجابة ليست بسيطة مثلما قد تبدو لأول وهلة، ذلك ان الخطأ في التقدير يحدث فقط في الفترات التي يرتفع فيها معدل ولادة النجوم.
وأما سبب ذلك فيعود الى الطريقة التي يعدّ بها علماء الفلك معدل ولادة النجوم، ففيما يخص كوكب «الأرض» فالأمور تبدو بسيطة وفق تفسيرات البروفيسور كروبا، ذلك ان عملية حساب عدد النجوم الصغيرة تتم بفضل تلسكوبات عملاقة، لكن المشكلة التي تصادف علماء الفلك في هذا المستوى هي ان هذه الطريقة لا تصلح الا مع النجوم القريبة من كوكبنا، ذلك ان المنظار الاكثر كفاءة لا يستطيع رصد النجوم البعيدة عنا، لكن لحسن الحظ يستطيع العلماء رصد بعض النجوم الضخمة التي تترك وميضا من الضوء وان كانت بعيدة، وعليه فان عدد هذه النجوم يحدد اهمية هذا الوميض.
ووفق الخبراء، فان كل نجم ضخم يعد بالقرب منه قرابة ال 300 نجم صغير، ولهذا فقد تم اعتماد هذا العدد عالمياً، وهو ما يفسر اسباب اكتفاء علماء الفلك بعدد النجوم الضخمة البعيدة عن كوكبنا لحساب عدد النجوم الصغيرة، حيث تضرب دوما في العدد 300 الذي يسمح بعدّ النجوم المولودة حديثاً.
اكتظاظ الكون
لقد اجتمع فلكيون من جامعة بون منذ فترة حول البروفيسور كروبا للتباحث حول العدد 300، واما فكرتهم فهي ان الكون يشهد ميلاد عدد اكبر من النجوم خلال فترات معينة تفوق بذلك المعدل المسجل في الفترات العادية.
وبحسب هذه النظرية فان هذا الاختلاف ينتج عما نطلق عليه اسم «اكتظاظ النجوم».
في الواقع، النجم ليس طفلا وحيدا، انه يولد في مجموعة نطلق عليها اسم «مجموعات النجوم» التي تتساوى أحجامها عند الولادة، ويمكن ان تضم من 100 إلى 100 ألف نجم «جنين».
وفي الفترة التي تشهد ارتفاع معدل الولادات، يمكن ان نشاهد اكتظاظا حقيقيا داخل مجموعات النجوم هذه، حيث يصف علماء الفلك هذه المجموعات الضخمة على الخصوص بالمجرات القزمة.
تبدو الكثافة كبيرة داخل هذه المجرات القزمة، وبينما تنهار نجوم داخلها، تتشكل أخرى، ما يؤدي أحيانا إلى ظهور نجوم ضخمة.
ويقول العلماء ان تشكل نجم ضخم واحد يقابله تشكل 50 نجما صغيرا.
وبحسب الدكتور فادنر، فان عدد النجوم الصغيرة التي تولد داخل هذه المجرات القزمة مبالغ فيه، لذلك قام باحثو جامعتي بون وسانت اندروز بمراجعة معدل الولادات بعد أن اخذوا تنبؤات مرحلة «اكتظاظ النجوم» بالاعتبار.
النتائج التي توصل إليها الباحثون مشجعة للغاية، وسمحت لهم بالتوصل إلى معرفة العدد الحقيقي للنجوم التي نستطيع رؤيتها اليوم.