أكمل كوكب الزهرة مروره بين الشمس وكوكب الأرض الثلاثاء 5\6\2012، وذلك في حدث فلكي لن يتكرر قبل عام ألفين ومئة وسبعة عشر.
ويساعد هذا الحدث علماء الفلك في أبحاثهم في شأن الكواكب التي تدور حول شموس أخرى في المجرة.
يحدث هذا العبور عندما يمر كوكب الزهرة مباشرة بين الأرض وقرص الشمس، وكان مرئيا للعين المجردة من كل القارات، حيث بدا كنقطة سوداء تسبح ببطء عبر الخلفية الشمسية لنحو سبع ساعات.
كما قامت مركبة كيبلر الفضائية الآلية، التي تبعد نحو 148 مليون كيلومتر في الفضاء، بتسجيل هذا العرض الفلكي، وكذلك تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا الذي يحلق على ارتفاع 563 كيلومترا.
وهناك أيضا مركبة الفضاء فينوس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية التي تدور حول الزهرة في رحلتها الشمسية التاريخية.
ومرور الزهرة بين الشمس والارض هو الثامن منذ اختراع التلسكوب ، وكان أيضا المرور الأول الذي يحدث في وجود مركبة فضائية على الزهرة.
قارة استراليا هي اول من حظي بمتعة مشاهدة أحد عجائب الكون الذي يزدحم بالاسرار والظواهر المذهلة.
وكانت فرصة لا تفوت لمن يعشق الاستمتاع بما تفيض به الطبيعة من جمال بشرط أن يستخدم النظارات الخاصة بذلك.
وتمكن المشاهدون في أمريكا الشمالية، ودول أمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا اللاتينية من رؤية الظاهرة في بدايتها قبل غروب الشمس في هذه الأماكن.
أما سكان شمال غربي أمريكا وغربي المحيط الهادئ وشرقي آسيا والقطب الشمالي فكانوا أكثر حظا وشاهدوا الظاهرة بأكملها.
وتمكن المراقبون في أوروبا والشرق الأوسط وشرقي افريقيا من رؤية نهاية هذا الحدث بعد شروق الشمس في هذه المناطق.
وأقيمت فعاليات خاصة في مراكز الرصد والجامعات الكبرى لمتابعة هذه الظاهرة بأحد اجهزة التلسكوب.
ويمر كوكب الزهرة بين الأرض والشمس أربع مرات كل 243 عاما تقريبا، وتحدث ظاهرتان يفصل بين كل منها نحو ثمان سنوات، وبعد مابين 105 سنوات 120 سنة تقع ظاهرتان أخريان.
ويقول العلماء إن السبب في هذه الفترة الطويلة هو اختلاف مدارات كوكبي الأرض والزهرة والشمس، وتحدث ظاهرة المرور عندما يتصادف وقوع الكوكبين والنجم على خط مداري واحد.
وحدثت الظاهرة سبع مرات منذ اختراع التليسكوب في أعوام ( 1631و 1639) ثم (1761 و1769) ثم ( 1874 و1882) و(2004 و 2012).