توصل المهندس الميكانيكي البريطاني داريل أوستر، في مطلع التسعينات، إلى اختراع مذهل يختصر الزمن في أثناء الانتقال المكاني، وقد أطلق عليه اسم أنبوب إجلاء النقل، ETT”، وحصل في 1997 على براءة تكنولوجيا الاختراع.
وتعمل حاليًا بعض جهات التطوير على تحويل هذا التصور العبقري إلى واقع نحياه، يجعلك تقفز داخل أنبوب في لندن، في طريقك إلى العمل في الصباح، لتصبح بعدها بأقل من ثلاثة أرباع الساعة بالقرب من مكتبك في مدينة نيويورك.
ويمكن لهذه الفكرة الثورية لوسائل النقل العام أن تصبح حقيقة في يوم من الأيام إذا نجح المصممون في ما يقومون به.
ويعد ” أنبوب إجلاء النقل، ETT”، هو أحد أشكال وسائل النقل المفرغة من الهواء وعديمة الاحتكاك، يقول مصمموها “إنها أكثر أمانا وأقل تكلفة وأكثر هدوءًا من القطارات أو الطائرات. وباستخدام الأنابيب المفرغة من الهواء، فإنه قد تم تصميم ستة مقاعد، بحمولة قصوى 183 كيلوغرامًا لكل راكب، تصل سرعتها الهائلة إلى 4000 ميل/ساعة، 6500 كيلومتر/ساعة، وذلك باستخدام طاقة تقل بكثير عم تلك التي تستخدمها وسائل النقل التقليدية.
وستسمح هذه الوسيلة للمسافرين بالانتقال من نيويورك إلى لوس أنجلوس في 45 دقيقة فقط، ومن نيويورك إلى الصين في ساعتين فقط، أو السفر حول العالم في ست ساعات.
ويعتقد مصممو “ETT” أن النظام الخاص بهم يمكن أن يقدم من خلال استهلاك كيلوواط في الساعة خدمات تبلغ خمسين ضعفا لتلك التي يمكن للسيارات الكهربائية أو القطارات أن تقدمها باستخدام القدر نفسه من الطاقة، وذلك عن طريق الاستغناء عن الهواء أو المقاومة الناتجة عن الاحتكاك.
ويتصورون أن تصميمهم سيعمل كشكل من أشكال النقل الشخصي السريع، وأنه سيعمل في شبكة من الطرق السريعة تسير فيها سيارات على شكل كبسولات يتم توجيهها تلقائيًا مثل حركة المرور على الإنترنت.
ويزعمون أن بناء هذه الشبكة سيكون رخيصًا، ويبلغ نحو ربع تكلفة الطرق السريعة فقط، أو واحد من عشرة من تكلفة السكك الحديدة للقطارات ذات السرعة الفائقة.
ويقولون أيضًا إنه “على الرغم من السرعة التي لا تصدق التي تم تصميم (ETT) للوصول لها، فإن ذلك لن يؤدي إلى تعرض الركاب إلا للحد الأدنى من قوة الجاذبية، حتى مع أن المحددات الفيزيائية وراء هذا الادعاء غير واضحة.
ومنذ ذلك الحين تمكن من بناء مجموعة من الجهات المرخص لها مساعدته في تطوير هذ النظام. لكن، وعلى الرغم من تقديم عطاءات لمشاريع عدة للبنية التحتية العامة منذ ذلك الحين، كان آخرها في كوريا، إلا أن هذه التكنولوجيا لم تخرج للنور بعد.