في الثمانينات من القرن الماضي، طورت وكالة الفضاء الاميركية / ناسا ما اسمته حبة ميزان الحرارة لمراقبة درجة حرارة اجسام رواد الفضاء، وفي السنوات الاخيرة، اخذ الرياضيون الاميركيون المتميزون، سواء في لعبة كرة القدم او سباق الدراجات، يتناولون حبوباً كهذه لتوفر بيانات حيوية عن درجة حرارة الجسم الداخلية، لكن قريباً ستكون هذه الحبوب متوفرة للجميع على ارفف المحلات التجارية.
قبل نهاية هذه السنة، ستتوفر في السوق البريطانية رقاقة منمنمة يبتلعها الانسان لتوفر لطبيبه معلومات رقمية عن مدى التزامه بتناول ادويته الموصوفة له.
وهذه الرقابة التي طورتها شركة Proteus Biomedical من كاليفورنيا، ذات قطر يبلغ نصف ميلمتر فقط، وستكون مثبتة على حبة خاصة يبتلعها المريض مع ادويته، وتقول الشركة ان الحبة والرقاقة الملصقة بها غير قابلتين للهضم، وستساعدان في حل مشكلة صحية مهمة تتمثل في عدم التزام الكثيرين من المرضى بتناول الدواء بطريقة صحيحة. فتبعاً لمصادر منظمة الصحة العالمية، فان واحداً من كل اثنين على مستوى العالم يعيش هذا الواقع، واضافة للحبة الذكية هذه ستعمل لصاقة جلدية منفصلة على تسجيل قياسات حيوية مثل نبض القلب، بما يوفر مراقبة لمدى فاعلية الادوية التي يتناولها المريض.
وعن آلية عمل هذه الحبة، تقول الشركة المنتجة، ان الحبة Helius تبدو في مظهرها مثل اي حبة دواء اخرى، لكنها تحتوي على مجس، وهي تؤخذ مع بقية الادوية التي يتناولها المريض. والمجس مصنوع من مواد توجد عادة في الطعام، مثل المغنيسيوم والنحاس، وفي المعدة، وبتأثير الحامض يتفاعل هذان العنصران بما يولد تياراً كهربائياً، ويتم ذلك بعد 5 الى 10 دقائق من ابتلاع الحبة، وعندها تبدأ الرقاقة ببث اشارات الى مستقبل يوجد في لصاقة على الجلد، تعمل بدورها على تسجيل هذه الاشارات في الوقت الذي تكون تأخذ فيه قياسات لمؤشرات حيوية عدة، ومنها نبض القلب، وجميع هذه البيانات تنقل الى ادوات مناسبة، مثل الهاتف الخلوي الذكي، بما يعني مراقبة فاعلة لمدى فاعلية الادوية التي يتناولها المريض.