أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، والكثير من أطفالنا سيصومونه للمرة الأولى بشكل فعلي. لكن إعداد الطفل للصوم يجب أن تسبقها استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أية أمراض أولية لديهم، حتى إذا لم تكن أعراضها ظاهرة.ومن ضمن هذه الأمراض فقر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وعدم تحمل الغلوكوز، وتأخر النمو، وزيادة أو فقدان الوزن بشكل غير مألوف.
وبشكل عام، ينبغي لجميع الأطفال إجراء هذه الفحوصات، وبالنسبة للأطفال الراغبين في الصوم، يكون من المهم جداً أن يخضعوا لفحوصات شاملة". وإلى الجانب الحالة الصحية، ينبغي للأهل أيضاً أن يأخذوا الحالة الوجدانية والروحانية لطفلهم في الاعتبار، ولا ينصح بالصيام قبل العام التاسع أو العاشر".
أن الصيام يُعد رحلة روحانية ينبغي شرحها للأطفال؛ إذ أن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل أيضاً تدريب على ضبط النفس وأداء الصلاة وفعل الخير والسيطرة على الجسد والعقل. وبناءً على ذلك، ينبغي قبل الصيام للمرة الأولى أن يكون الطفل ناضجاً بقدر كاف يتيح له فهم هذه الغايات السامية.
وعندما يشرع الأطفال في الصيام، ينبغي للأهل أن يراقبوا بشكل صارم العادات الغذائية لطفلهم بعد الإفطار؛ إذ ينبغي أن يكون النظام الغذائي للأطفال ـــ شأنهم في ذلك شأن الكبار ـــ متوازناً وصحياً. ويجب أن تتضمن قائمة الطعام مواداً غذائية تحتوي على كربوهيدرات مركبة، والكثير من الألياف، وتوليفة متوازنة من البروتينات والدهون الصحية.ويجب الحذر من ان المواد الغذائية المصنعة والمحمرة الغنية بالدهون، مثل المشروبات والعصائر المحلاة بالسكر، لا يُوصى بها للأطفال الذين ما زالوا في مرحلة النمو.
وعند تناول وجبة الإفطار، يجب إمداد جسم الطفل بالعناصر المغذية اللازمة يومياً، من بينها الكالسيوم والحديد وفيتامين D والماء والدهون والبروتينيات والألياف الغذائية. ونظراً لأن عظام الأطفال لا تزال في مرحلة النمو،والانتباه إلى ضرورة أن يتناول الطفل منتجات الألبان بقدر كاف.
وبالطبع يكون من المهم أيضاً أن يتناول الطفل قدراً وفيراً من السوائل. ويُعد تعرض الجسم للجفاف من الأمور المألوفة لدى البالغين أيضاً. إلى جانب الصيام، يفقد الجسم مزيداً من الماء والأملاح من خلال التنفس والعرق والتبول.و أن كمية السوائل المفقودة ترتبط أيضاً بالطقس ومدى النشاط الجسدي المبذول وكمية الماء التي تناولها المرء قبل الصيام وقدرة الكُلى على الاحتفاظ بالماء. أنّ غالبية الأطفال "يتمتعون بكلى سليمة بمقدورها أن تتواءم مع حالة الجوع". ومع ذلك، فان الوقاية خير من العلاج، لذا فان إمداد الجسم بالسوائل قبل بدء الصيام وبعد الإفطار".
و ينبغي أن يحصل الطفل على قسط وافر من الراحة نهاراً، "يمكن شدّ اهتمام الأطفال نهاراً بأنشطة مثل القراءة". بهذه الطريقة، تتوافر للجسم الطاقة الكافية التي يحتاجها من أجل التنظيف والتخلص من السموم.