أوروبا مرشحة للاختفاء تحت أفريقيا وموجات التسونامي ستضرب شواطئ المتوسط
كاتب الموضوع
رسالة
هديل الحمام الــمــديــر الـــعـــام
علم الدولة : الهواية : عدد المساهمات : 2852 تاريخ التسجيل : 01/11/2009
موضوع: أوروبا مرشحة للاختفاء تحت أفريقيا وموجات التسونامي ستضرب شواطئ المتوسط السبت يوليو 02, 2011 12:47 pm
منذ ملايين السنين تقترب باتجاه بعضها الصفيحة الأوروبية الآسيوية من جهة والصفيحة الأفريقية من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل البحر الأبيض المتوسط يزداد ضيقا. الأمر لم يكن يأخذ طابعا جديا بالنظر لكون الطبقة أو الصفيحة الصخرية الأفريقية كانت تتحرك في مستوى يقع تحت الصفيحة أو الطبقة الصخرية الأوروبية الآسيوية، أما الآن فان الوضع بدأ يتغير بشكل دراماتيكي ويبدو أن مستقبل أوروبا سيرقد تحت أقدام أفريقيا، وان هذه التغييرات سيتم الشعور فيها في أوروبا في وقت قريب. النظرية هذه أتى بها فريق من العلماء من جامعة اولتريخت الهولندية بإشراف المتخصص الجيولوجي رينوس فورتيل، وذلك بعد إجراء تحليل للبنية الجيولوجية للبحر الأبيض المتوسط. ووفق الفريق، فان الصفيحة التكتونية الأفريقية هي خفيفة جدا مقارنة بالصفيحة الأوروبية، وبالتالي فإنها لا تنزل تحتها الآن مع انه منذ عشرات الملايين الأخيرة من السنين كان الجزء الشمالي من الصفيحة الأفريقية يتقدم باتجاه يقع تحت الصفيحة الأوروبية الآسيوية، وبفضل هذه العملية بالذات ظهرت الهضاب الشابة الأوروبية في الألب والكاربات. لقد أعلن فورتيل خلال ابريل الماضي في مؤتمر للجيولوجيين الأوروبيين ان تقدم الصفيحتين قد توقف جزئيا بسبب التصادم الذي حصل بين الصفائح التكتونية في منطقة تقع في تركيا، ورأى أن العالم يقف الآن شاهدا على توقف العملية وتغيير الاتجاه، مما يعني أن أفريقيا لن تنخفض وإنما ستتجه نحو أوروبا وستدفنها تحتها.
موجات التسونامي ستضرب شواطئ المتوسط يحذر الجيولوجيون من تعرض أوروبا المستقرة جيولوجيا حتى الآن إلى العديد من الهزات القوية في المستقبل القريب، بسبب التغييرات الحاصلة في حركة صفائح ليتوسفير، أما موجات التسونامي التي ستتأتى من ذلك فيمكن لها أن تهدد بشكل رئيسي شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وان الأمر لن يقتصر على ذلك فقط، ففي فرنسا مثلا توجد بالقرب من شواطئها العديد من المحطات النووية التي يمكن لها أن تصبح مهددة بالشكل نفسه الذي تضررت فيه المحطات اليابانية بعد موجة التسونامي في مارس الماضي. ويقول فورتيل اننا نلاحظ التداعيات التي أحدثتها موجات التسونامي في اليابان مؤخرا، غير أن جيولوجية البحر الأبيض المتوسط مختلفة جدا عن اليابان، ويضيف أن مخاوف تسود من أن الحكومات لن توظف أموالا في بناء نظام إنذار مبكر في البحر المتوسط، بسبب المخاطر القليلة القائمة من حدوث تسونامي فيه، ولذلك ففي حال حدوث هذا التسونامي فان المنطقة عمليا لن تكون مستعدة له.
التسونامي الأخير كان في عام 1303 ينبه البروفيسور ستيفانو تينتي من جامعة بولوغنا الذي كان يترأس لجنة حكومية خاصة بالتسونامي في أوروبا، إلى أن الاتحاد الأوروبي قدم ككل لابحاث التسونامي في الأعوام الخمسة الماضية 8 ملايين يورو فقط، فيما قدمت ألمانيا لوحدها في الفترة نفسها 55 مليون يورو لبناء نظام الإنذار المبكر في اندونيسيا. ويضيف أن الاهتمام ظهر هناك مباشرة بعد التسونامي الآسيوي في عام 2004 ثم تراجع هذا الاهتمام بسرعة. وأشار إلى أن اخر تسونامي أصاب البحر المتوسط سجل في عام 1303 ووصل فيه ارتفاع الموج الذي ضرب مدينة الاسكندرية إلى تسعة أمتار. ولفت إلى أن نتائج البحث الذي أعلن عنه في عام 2006 قد اظهر أن التسونامي ولده زلزال حدث عند جزيرة كريت وكانت قوته 7.8 درجات وفق مقياس ريختر.
الظوهر الطبيعية تتحرك بسرعة الحلزون يخطط الفريق العلمي الهولندي الآن للاستمرار في متابعة النشاطات الزلزالية كي يتأكد فيما إذا كانت ستستمر عملية تقدم الأجزاء الواقعة تحت سطح البحر الأبيض المتوسط تحت شمال أفريقيا، غير ان فورتيل ينبه في الوقت نفسه إلى أن التغييرات الجيولوجية تحدث بشكل بطيء جدا من وجهة نظر الحياة البشرية للشخص. وأشار إلى أن الصفيحتين تقتربان من بعضهما بمقدار عدة سنتيمترات في العام الواحد فقط، وانه حتى تتم مشاهدة التغييرات بشكل ظاهري لاقتراب الصفائح الأفريقية من أوروبا فان ذلك سيستغرق عشرات السنين. ويضيف من المحتمل ان الأمر سيستغرق سنوات أطول من حياة عالم واحد، في إشارة إلى انه قد لا يشهد هو هذا الأمر في حياته.
أوروبا مرشحة للاختفاء تحت أفريقيا وموجات التسونامي ستضرب شواطئ المتوسط