علم الدولة : الهواية : عدد المساهمات : 2852 تاريخ التسجيل : 01/11/2009
موضوع: وضعتها اليونسكو في لائحة التراث العالمي الثلاثاء مايو 31, 2011 7:11 pm
[center] يحرص اهالي محافظة صلاح الدين على التمسك بها في المناسبات والاعياد والعطل زيارة الامامين العسكريين عليهما السلام اولا ثم الذهاب في نزهة الى اثار سامراء كجامع الملوية وجامع ابودلف و قصر العاشق وقصرالخلافة وغيرها ويفضل ان يتم ذلك في الربيع اما في الايام الحارة او الباردة جدا فان منطقة الاثار تكاد تكون مهجورة ونادرا ما يحضر اليها احد كونها تخلو من الاسواق ووسائل الراحة. زوار ويقصد متعهد الزيارات «الحملة دار» من بغداد مدينة سامراء اسبوعيا وبرفقته عددا من الزوار لاداء مناسك زيارة الروضة العسكرية المباركة. اوضح انه يضع ضمن برنامجه الاسبوعي وقتا للتوجه نحو الملوية بعد زيارة الامامين العسكريين عليهما السلام بناء على الطلبات الكثيرة من الزوار قبل المغادرة لزيارة (سيد محمد «ع») في بلد اذ يتم التقاط الصور التذكارية والصعود على مدرجات الملوية.
دراسة وصيانة استحدثت جامعة تكريت كلية متخصصة لدراسة الاثار وواقعها في مدينة سامراء ، الاستاذ المساعد معاون عميد الكلية قال : ان الكلية افتتحت مع بدء العام الدراسي الحالي وتتكون من قسمين الاول الاثار والثاني الصيانة والترميم وهي تحمل عدة اهداف اولها نشر الوعي الثقافي والاثاري والسياحي عن سامراء خصوصا انها اصبحت ضمن قائمة المدن التراثية العالمية وثانيها العمل على كشف الاثار وصيانتها وتخريج كوادرعلمية عراقية تقوم بترميمها مستقبلا . وتابع ان دولا كثيرة تعتمد في دخولها على السياحة الاثارية ، مؤكدا ان سامراء معلم سياحي كبير يمتد لاكثر من اربعين كيلو مترا على ضفة نهر دجلة ويحوي مراكز ومواقع اثرية مهمة جدا فضلا عن كونه يتمتع بالسياحة الدينية من الدرجة الاولى بفضل وجود الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام . وبين ان كلية الاثار وضعت خطة للتعاون والتنسيق مع هيئة الاثار في المجالين الثقافي والعلمي ،لافتا الى عزم الكلية على ارسال وفد الى جامعة القاهرة للاطلاع على المختبرات العلمية والمناهج الدراسية. تراث عالمي من جهته طالب الدكتور قاسم حسن السامرائي الاستاذ المساعد في قسم التاريخ بكلية التربية- جامعة تكريت ،اليونسكو الاهتمام بسامراء معربا عن فرحة عموم اهالي المدينة لشمولها بقرار اليونسكو ووضعها في لائحة التراث العالمي . واشار الى انه» بعد مضي اكثر من ثلاث سنوات على قرار اليونسكو الا اننا لم نشاهد اية رعاية جدية لاثارها وتراثها المتمثل بازقتها وشوارعها وحاراتها الفولكلورية القديمة التي يفترض ان نبقى محافظين عليها كما هومعمول به في دول العالم»، لافتا الى ان سامراء كانت قبل الثمانينيات قبلة لزوار البلاد من زعماء الدول الذين يخصصون وقتا لزيارة الروضة العسكرية اولا ثم معاينة اثارها العريقة ثانيا عوامل التعرية وايد رئيس قسم الصيانة والترميم في كلية الاثار ومدير اثار سامراء السابق قائلا : عندما كنت مدير اثار سامراء قبل 2003 كانت تأتينا يوميا وفود اجنبية من جميع بقاع العالم ومن مختلف الجنسيات اضافة الى اعداد كبيرة من طلبة محافظات العراق لزيارة الملوية على وجه الخصوص ، موضحا ان سامراء مدينة تشمل عدة مواقع اثرية ولذا كانت تستقطب الزوار والسائحين في الماضي وهي تحتاج حاليا الى مرافق وفنادق سياحة للنهوض بالواقع السياحي فيها. ويؤكد احمد على ان 90 بالمئة من اثار سامراء مازالت غير مكتشفة ، منوها الى ان « الهيئة العامة للاثار والتراث محقة في عدم كشفها لتتجنب تعرض الاثار لعوامل الجو والمناخ من حرارة وامطار ورطوبة ما يتسبب في تلفها «. وبين «نحن حاليا لسنا بحاجة الى تنقيب ماتبقى منها لان ماتم الكشف عنه من آثاراعطانا معلومات كاملة وكافية عن تاريخ المدينة وتفاصيلها المعمارية». واضاف: نالت سامراء نصيبا كبيرا من الاهتمام من قبل الاثاريين على مستوى العالم لاسباب تتعلق بكونها العاصمة الاسلامية الوحيدة التي لاتزال تحافظ على اثارها، فالجميع يعرف ان البصرة والكوفة وواسط وحتى الفسطاط في مصر تعرضت الى اعمال الزحف العمراني الحديث واتلفت اثارها ،غير ان سامراء حافظت على اثارها رغم ان جزءا من سامراء بنيت عليها سامراء الحديثة ، الا ان الجزء الاكبر مازال موجودا تحت الاتربة والانقاض .
ما قبل التاريخ الاثاري عمر عبد الرزاق محمود مفتش اثار سامراء يقول : هناك نوعان من الاثار في سامراء اثار ماقبل التاريخ وترجع الى سبعة الاف سنة ما قبل الميلاد اذ تتمثل بموقع تل الصوان الذي يقع في جنوب المدينة بعشرة كيلو مترات وهو من اقدم المواقع الاثرية في العالم وقد جرت فيه تنقيبات في ستينيات القرن الماضي ووجدت فيه اثارعظيمة وكبيرة ونحن بصدد اعادة التنقيب فيه لان هناك اربعين بالمئة من مساحة الموقع لم تنقب وقد اكتشف المنطقة «هنس فلت» المستكشف والاثاري الالماني العام 1900. وتابع اما الاثار الاسلامية فسامراء عاصمة الدولة العباسية اختارها المعتصم في 220 هـ 850 م وتتمثل بعدة مواقع اهمها قصر الخلافة وكان المركز السياسي لقيادة الدولة وقصر المعشوق الذي بناه المعتمد وجامع الجمعة والجامع الكبير او جامع الملوية وجامع ابي دلف وبيت الزخارف. واضاف مفتش الاثار»اجريت خلال العام الماضي صيانة على جامع الملوية لاعادة تاهيله بعد تعرضه للدمار في التفجير الارهابي الذي اصاب قمة المئذنة وسيتم افتتاحه قريبا امام الزوار باضافة لمسات جديدة في المكان لم تكن موجودة في السابق كالحمامات ومقاعد الجلوس مع تشجير وانارة ليلية وكافتريات ومظلات «، مبينا ان بقية المواقع لم تنل نصيبا من الصيانة وكانت اخرالترميمات عليها اجريت في التسعينيات . سر من راى ويعطي محمود نبذة عن اسم المدينة وتاريخ إنشائها قائلا : يعود اكتشاف مدينة سامراءإلى عصور قديمة فقد ذكرها المؤرخ الروماني أميانس مرقلينس ( 390م) بصيغة (سومرا ) ونوه عنها المؤرخ اليوناني زوسيمس باسم( سوما ) وفي التدوين الآشوري جاء ذكر اسمها بصيغة (سرمارتا ) . وتتابع السكن والحياة في المدينة إلى إن جاء المعتصم واختارها عاصمة الخلافة الإسلامية وأطلق عليها اسم(سر من رأى). كما يرجع تاريخ المدينة إلى 5500 ق.م حيث سكنت المدينة منذ أقدم العصور قبل التاريخ أي قبل (التدوين) الكتابة. في منطقة جنوب المدينة 10كم أطلق عيها(تل الصوان) والصوان هو نوع من أنواع الحجر يمتاز بصلابته وقسوته. وقـــــــامت الهيئة العـــــــــــامة للآثــــار والتراث بـــــــــالـــتنقـيب والتحـــــــــــري لخمسة مواسم في ستينيات القــــــــــــرن المــــــاضي واكتشـــــف إنها تعــــود للعصــــــر الحجــــــري الحديث(النيوليتي) أي ما يقرب قبل 7000 سنة من الان وهي أقدم قرية زراعية مكتشفة، وتعـــــــــــد نقطة اتصال وحلقة وصل بين شمال وجنوب العراق. حيث تم اكتشاف معبد الآلهة الأم رمز الأمومة والخصــب والتكاثر. واكتشف في التل عن فخار سمـــي(بفخار سامراء) وهـــــــــو مرحلـــة متطورة لأنه كان ملونا بأصبــــــــــاغ نبـــــــــــاتية ومحززة. وتــــــوالى السكـــــــــن في المدينة إلى أن اختارها المعتصم كمقر لخلافته بدل بغداد التي شهدت اضطرابات في عهده بسبب جنوده الأتراك وقرر أن يختار مدينة بديلة لها فاختار التي هي دمج لاسم(سر من رأى) وكان هذا سنة 221 هجرية واستمرت سامراء عاصمة الخلافة لمدة 54 سنة واستمر في حكمها سبعة خلفاء بالتتابع وكــــــان أخرهم المعد بالـــــله الذي نقـــل الخلافة إلى بغداد. جامع الجمعة ويشير الاثاري محمود الى ان اهم ما وصلنا من تلك الفترة هو الجامع الكبير او جامع الجمعة ذو المئذنة الحلزونية بما يسمى مئذنة الملوية.الذي بناه الخليفة المتوكل بالله ابن المعتصم واستمر العمل فيه 3 سنوات بين عامي(234-237 هجري) واشرف علـــــــــــى بناؤه المهندس الكوفي (دليل يعقوب) ويعتقد انـــــه اخذ فكرة بناء مئذنته بهذا الشكل الحلزوني من الزقورة السومرية بني الجامع بشكل مستطيل على غرار جامعي الكوفة والبصرة ابعاده 240م طول 167 عرض،و يتألف من بيت الصلاة الذي يتكون من 9 اساكيب و25 بلاطة ويطل على الصحن بـ19 بائكة ويتألف من مجنبتين شرقية وغربية من نهاية الجامع، وتتوسط الصحن نافورة بنيت من حجر الكرانيت، الجامع كان مسقفا بخشب الأبنوس وبني بالآجر المربع(الفرشي) والجص ،اما سور الجامع فيبلغ ارتفاعه 11 مترا وسمكه 2,50م له 44 دعامة نصف اسطوانية عدا الأركان فإنها شبه مستديرة مقامة على قواعد مربعة، وللمسجد 15 بابا وكان يتسع لـ80 ألف مصل،إما المئذنة فإنها طراز فريد بالبناء لايوجد مثيلة في العالم الإسلامي عدا جامع ابن طولون في مصر الذي درس وتتلمذ في سامراء في وقتها وبعد ذهابه إلى مصر أنشئ مئذنته الشاخصة إلى الان والمشابهة لمئذنة الملوية وكذلك جامع أبي دلف في سامراء بني على طراز مئذنة الملوية لكن بشكل مصغر،ويبلغ ارتفاع المئذنة مايقارب 52م تستند على قاعدتين مربعتين تزينها حنايا محرابيهة عدد9 . ويوضح محمود قامت محافظة صلاح الدين بتخصيص مبلغ 267 مليون دينار من ميزانية العام الماضي لإعادة اعمار قمة المئذنة التي تعرضت للتفجير جراء عمل إرهابي عام 2005 وكانت نسبة التفجير أكثر من 70%. وشكلت الهيئة العامة للآثار والتراث بعثة صيانة من مختصين وتمت صيانتها بشكل مطابق للمعايير الدولية وحسب ميثاق(بورا- ايكومس) للصيانة وترميم الأثر بنفس المواد الأصلية للبناء المتوكلية ويذكر محمود موقعا اثريا مهم وهو جامع ابو دلف وهو ابو القاسم بن عيسى تقول الروايات انه كان من كبار قادة الدولة العباسية واكثرهم شجاعة كرم ، عاصرهارون الرشيد والمامون وسمي هذا الجامع باسمة تكريما وتخليدا له ومخطط ذلك الجامع يشبه مخطط جامع الملوية الكبير لكنه اصغر حجما ويستند السقف في الى اقواس مدببة يمتاز بوجود دعامات آجرية مستطيلة بنيت في زواياها أنصاف أعمدة وهو مستطيل الشكل له صحن مكشوف وتمتد صفوف الأقواس عمودية على جدار مئذنة جامع ابي دلف حلزونية ايضا ارتفاعها (17م) ، تقع شمال الجدار الشمالي للجامع وتبعد عنه 9,50م ويتألف بدن المئذنة من أربع اسطوانات يدور حولها السلم إلى قاعدة مربعة طول ضلعها (11,20م) وترتفع عن الارض (2,5)م. تزينه حنايا ذات اقواس مفصصة كما يمتاز الجامع بوجود الاروقة من الجهات الاربع ويعتبر ثاني مسجد ذا مئذنة حلزونية بعد الجامع الكبير في سامراء ومبني في مدينة المتوكلية(شمال سامراء 20كم) والتي بناها الخليفة المتوكل بالله ابن المعتصم وسماها باسمه (المتوكلية) كما هي العادة انذاك كخليفة يحكم يسمي مدينة باسمه . مشاريع التطوير يقول محمود : بخصوص قصر الخلافة او باب العامة فهوالقصر السياسي الذي تدار منه سياسة الدولة بناه المعتصم ووسعه المتوكل فيه ملحقات عديدة اما قصر المعشوق وهذه تسميته العلمية والتاريخية اما التسمية المحلية فيطلق عليه اسم قصر العاشق بناه الخليفة المعتمد على الله اخر خليفة عباسي في سامراء لحبيبته البدوية التي اراد ان يعمل لها اجواء مشابهة لاجواء البداوة فاختار هذه البقعة من الارض التي هي مقابل قصر باب العامة يحتوي على زخرفة اسلامية وهندسة معمارية وملامح العمارة التي انتشرت في تلك الفترة بالاضافة الى مواقع اثرية اخرى. ويتوقع محمود قدوم وفد من منظمة اليونسكو خلال حزيران المقبل لتاشير النقاط المهمة التي ستنطلق منها تنفيذ مشاريع التطوير بالمدينة لاسيما بعد اعلانها كمدينة اثرية بالكامل وادرجت ضمن مدن التراث العالمي من قبل المنظمة في عام 2007 .