مواقف من طريف ما يروى أنه كان في أنطاكية عامل من حلب، كان له كاتب أحمق يكتب له، فغرق يوماً مركبان من مراكب المسلمين، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بالخبر، قائلاً: «بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم أيها الأمير أعزّه الله تعالى أن (شلنديتين) أعني مركبين قد صفقا من جانب البحر، أي غرقا من شدة أمواجه. فهلك من فيهما أي تلفوا»، قال: فكتب إليه أمير حلب: «بسم الله الرحمن الرحيم، ورد كتابك أي وصل وفهمناه أي قرأناه، أدّب كاتبك أي اصفعه، واستبدل به أي اعزله، فإنه مائق أي أحمق والسلام أي انقضى الكتاب».
فروق لغوية
الفرق بين الغضب والسخط: أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير، والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير، يقال: سخط الأمير على الحاجب ولا يقال سخط الحاجب على الأمير، ويستعمل الغضب فيهما، والسخط إذا عديته بنفسه فهو خلاف الرضا يقال: رضيه وسخطه، وإذا عديته بعلى فهو بمعنى الغضب، تقول: سخط الله عليه إذا أراد عقابه.
أقوال لها مغزى
قيل: (الابتسامة كلمة معروف من غير حروف)
في هذا القول حكمة لا تخفى، إذ جعل من المشاعر الإنسانية وعلاماتها الدالة عليها عنصراً من عناصر الاتصال البشري، إلى جانب الكلمة ولغة الجسد ولغة الإشارة. بل لقد جعل من الابتسامة معروفاً نُسديه إلى الآخرين من حولنا، من دون أن نستخدم أبجدية الكلمات وحروفها. فهل ثمة أسهل من أن نمنّ على سوانا بكلمة المعروف هذه؟
مغزى مثل
(كلُّ فتاةٍ بأبيها مُعْجَبة)
يضرب المثل للدلالة على المواقف الذاتية التي ينطلق منها كثير منّا، وتكون سبباً في عدم الاستدلال على الموقف الصحيح. فمن المعروف ارتباط البنت بأبيها عاطفياً، حتى أنها لا يمكن أن ترى عنه بديلاً أو تفضيلاً. وفي هذا إدراك ضمني من أجدادنا للمنطلق «السايكولوجي» الذي انطلق منه عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، الذي سمى ارتباط البنت بالأب بعقدة «إليكترا». لذا فإن من تحصيل الحاصل أن يستحضر هذا المثل مع مَنْ يتمسك بمواقفه الذاتية العاطفية عن هوى لا عن رؤية موضوعية.